تعمل مصر أيضاً على ترسيخ دمج الذكاء الاصطناعي عبر القطاعات لمواجهة التحديات المجتمعية وتعزيز البنية التحتية الرقمية للجهات الحكومية والخاصة. وكانت الدولة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تتبنى مبادئ منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية حول الذكاء الاصطناعي المسؤول.2 وقد ساعد المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي الذي تم تأسيسه في العام 2019 في تعزيز التوعية بقدرات الذكاء الاصطناعي وإعداد استراتيجية لزيادة المهارات الرقمية. وفي مطلع العام 2025، تم إطلاق المرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي في مصر3، التي تتضمن خططاً لتحسين البنية التحتية الحاسوبية للجهات الحكومية والخاصة. وكجزء من رؤية مصر 20304، يُقضى الهدف المطلق بزيادة مساهمة الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 42 مليار دولار أمريكي (ما يعادل 7.7% من القيمة الإجمالية) بحلول العام 20305.
يبدي قادة الأعمال في مصر اعتقاداً راسخاً بالقوة التحولية للذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث يعبّر 41%منهم عن ثقة عالية (إلى حدّ كبير) بهذه التقنيات - وهي نسبة تساوي ضعف المتوسط العالمي تقريباً الذي يبلغ 24%. تدفع هذه الثقة إلى اتخاذ خطوات استراتيجية، حيث إن غالبية الرؤساء التنفيذيين يخططون لتضمين الذكاء الاصطناعي في العمليات الرئيسية في شركاتهم.
تكشف نتائج الاستطلاع عن أنه من المرجح أن يتجه الرؤساء التنفيذيون في مصر أكثر من أقرانهم حول العالم، إلى تضمين الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي في العمليات التشغيلية، حيث يخطط 69% منهم لتضمين الذكاء الاصطناعي التوليدي في المنصات التقنية، بينما يسعى 47% منهم إلى دمجه في عمليات الشركة ومسارات العمل فيها، و41% منهم ينوون تضمينه في تطوير منتجات جديدة في السنوات الثلاث المقبلة. يشير هذا الأمر إلى الموقف الاستباقي الذي اتخذته مصر في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لكسب ميزة تنافسية.
ومع ذلك، يجب التركيز بشكل أكبر على تضمين الذكاء الاصطناعي في تطوير مهارات القوى العاملة، حيث تحتلّ زيادة الكفاءة في أوقات الموظفين في العمل المرتبة الثانية في قائمة منافع تبني الذكاء الاصطناعي على مستوى المنطقة، فهذا لا يؤدي إلى زيادة الكفاءة من حيث الوقت وحسب، بل يساعد أيضاً في ضمان صقل القوى العاملة في مصر وتحصينها للمستقبل.