مشهد الابتكار والتحول الرقمي في المملكة العربية السعودية

Riyadh Al Najjar PwC Middle East Chairman of the Board & Saudi Country Senior Partner, PwC Middle East 01/03/23

هذا المقال نشر اولا على Arabian Business

يجيب رياض النجار – رئيس مجلس إدارة بي دبليو سي الشرق الأوسط والشريك المسؤول بمكتب المملكة العربية السعودية عن استفسارات أريبيان بزنس حول عمليات الشركة في المملكة، ويلفت إلى تنوع وشمول أنشطة بي دبليو سي الشرق الأوسط في السعودية والشرق الأوسط عموماًن قائلا:” الشمول والتنوع ركيزة أساسية من الركائز التي تعتمد عليها بي دبليو سي الشرق الأوسط في جميع أعمالها. ونحن فخورون بما نمتلكه من قوة في السوق بفضل تنوع خلفيات فريقنا وتدرجاته الوظيفية، ونقدر الخصائص الفريدة والمميزة لكل موظف من موظفينا. ونستفيد من الابتكار والإبداع النابع من المعرفة المتنوعة في حل المشكلات المعقدة والمتعددة الأوجه وفي سعينا لجعل العالم مكاناً أكثر أماناً واستدامة.

ونحرص دائماً ونبذل قصارى جهودنا من أجل ترسيخ ثقافة تضمن مشاركة الجميع، بما يمكننا من تحقيق المساواة بين موظفينا وتمكينهم من أجل تقديم أفضل ما لديهم والوصول إلى جوهرهم الحقيقي، لا على صعيد العمل فحسب، وإنما أيضاً في حياتهم الشخصية.

ما خططكم المستقبلية ورؤيتكم للنمو الذي تشهده المملكة؟ وما النمو المستقبلي المتوقع للشركة، وما القرارات المتخذة لتحقيق ذلك؟

نحافظ على التزامنا تجاه المملكة من خلال تقديم الدعم والمساندة في تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030 عبر مختلف المراحل بداية من وضع الاستراتيجيات وحتى تنفيذها.

وقد نفذنا عدداً من المشاريع التي تتماشى مع رؤية السعودية 2030 في جميع أنحاء المملكة. ونعمل على إنشاء مقراستشاري إقليمي في الرياض في مركزالملك عبدالله المالي. ويمثل انتقالنا إلى مركز الملك عبدالله المالي جزءاً من الاستراتيجية العالمية لمجموعة بي دبليو سي “المعادلة الجديدة” التي تبلغ قيمتها 12 مليار دولار. ومن خلال استراتيجية “المعادلة الجديدة” والمقر الجديد في المملكة، سنتمكن من العمل بشكل أقرب مع عملائنا ومواصلة تقديم الدعم للمشاريع والفرص الكبرى المستقبلية في المنطقة.

وتُعد شراكة بي دبليو سي مع محافظة العلا وتدشين مكتب بي دبليو سي في المحافظة إحدى ثمرات استراتيجية “المعادلة الجديدة”، ونعمل من خلال تلك الشراكة على إتاحة فرص اجتماعية واقتصادية مستمرة. وأود الإشارة إلى أن الشراكة تنطوي على مجموعة كبيرة من المبادرات عبر مختلف القطاعات الصناعية، الأمر الذي يعكس التزامنا بتلبية التنويع الاقتصادي وتطوير المجتمع المحلي وتنمية الكوادر ومراعاة أولويات النمو الاقتصادي التي ينص عليها برنامج رؤية السعودية 2030.

ومن أبرز المجالات التي نعمل على تطويرها وتنميتها تحسين المهارات الرقمية والنهوض بالحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، ومن المتوقع أن تشهد هذه المجالات نمواً كبيراً في المستقبل. ويجمع مركز التجارب الرقمي الجديد التابع للمجموعة في المنطقة بين قدراتنا وأحدث ما توصلت إلى التقنيات بما في ذلك خدمات البرمجة والخدمات الرقمية المتطورة،مما سُيمكننا من العمل يداً بيد مع عملائنا من أجل الوصول إلى حلول مبتكرة لأكثر مشاكلهم أهمية. وقد شهدنا في عام 2022 نمواً اقتصادياً قوياً وتحولاً رقمياً عبر العديد من القطاعات، فضلاً عن زيادة التركيز على قطاع السياحة. و  من المنتظر أن يشهد عام 2023 استمرار التطور و النمو في خمسة مجالات رئيسية اخرى:

  • عودة الاقتصاد غير النفطي
  • التحول الرقمي وانتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء المملكة
  • التحول الأخضر للاقتصاد
  • مواصلة التوطين بالتشجيع على دعم الكوادر المحلية بشكل خاص وتنمية الكوادر في جميع أنحاء المنطقة بشكل عام

هناك دوماً مخاوف من خسارة الوظائف وحالات خسارة فعلية لوظائف عديدة، مقابل إنجاز التحول الرقمي، فما ردكم على ذلك؟

يأتي التركيز على إعادة تزويد القوى العاملة بمهارات جديدة في الوقت الذي يتطلع فيه الموظفون إلى آفاق مهنية وعملية جديدة. وقد أظهر أحدث استطلاع لآراء الموظفين من مختلف دول العالم تحت عنوان “آمال ومخاوف” أن أكثر من نصف المشاركين من منطقة الشرق الأوسط يرون أن وظائفهم تحتاج إلى قدر معين من التدريب المتخصص وأعرب المشاركون ممن حصلوا على هذا التدريب بأنهم اكتسبوا قدرات وإمكانات كبيرة وجديدة نتيجة هذا التدريب. وعلى جانب آخر، أُشير إلى أن تقنية الميتافيرس من بين التقنيات الأخرى التي تسترعي انتباه الرؤساء التنفيذيين. ففي حين أعرب عدد صغير نسبياً –بنسبة تزيد قليلاً عن مشارك واحد من بين كل 10 مشاركين- عن توقعهم بأن تستحوذ هذه التقنية على جزء من استثماراتهم هذا العام، إلا إن تركيز حكومات المنطقة يجعل من المرجح أن نشهد زيادة كبيرة في هذا العدد خلال السنوات المقبلة. وفي يوليو 2022، كشفت دولة الإمارات العربية المتحدة الستار عن استراتيجية للميتافيرس تهدف إلى خلق 40 ألف فرصة عمل وإضافة 4 مليارات دولار إلى الاقتصاد خلال السنوات الخمس المقبلة. وفي المملكة العربية السعودية، دمجت نيوم، المدينة المستقبلية التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار، تجربة غامرة للميتافيرس تعمل على المساعدة في توفير المعلومات اللازمة لإنشائها وتوفر للمعماريين والمصممين والمهندسين وغيرهم فرصة للعمل مع بعضهم البعض وتلبية جوانب الطلب الخاصة بالعملاء في قطاع العقارات.

ووفقاً لنتائج استطلاعاتنا السادس والعشرون لانطباعات الرؤساءالتنفيذيين في منطقةالشرق الأوسط الذي صدر مؤخراً، فلابد أن ندرك أن قوة الأتمتة تتعلق بتوسيع نطاق العمل وزيادة سرعة التنفيذ بقدر ما تتعلق باستبدال العمالة البشرية.

ما الذي تروه في مجالات الابتكار في عمل المؤسسات والشركات؟ وهل هناك أي فرص غير مستغلة في السوق؟

لقد رسخت المملكة مكانتها كاقتصاد رائدة في العالم والاقتصاد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتواصل المملكة العربية السعودية رحلتها على طريق البناء والتنمية في روابطها التجارية والاقتصادية مع مختلف الدول في جميع أنحاء العالم. وتمثل الرؤية الطموحة للمملكة 2030 المحرك الرئيسي في هذا التقدم ونحو الفرص المبتكرة الجديدة.

وفي الإصدار الأخير من استطلاع بي دبليوسي السادس والعشرون لانطباعات الرؤساءالتنفيذيين، أوضح الرؤساء التنفيذيون تركيزهم المستمر على التحول الرقمي لأنشطة الأعمال، حيث تمضي الحكومات في جميع أنحاء الشرق الأوسط في هذا الطريق مسترشدة بأجندات طموحة للتحديث والتطوير.

وتجدر الإشارة إلى أن السياحة تمثل مجالاً ستستمر المملكة في تطويره وإيجاد أفكار جديدة مبتكرة فيه من أجل زيادة تأثير وتواجد المنطقة على الساحة العالمية. ومن خلال المشاريع والجهود التعاونية، تسعى المملكة إلى زيادة عائدات قطاع السياحة من 3% من الناتج المحلي الإجمالي إلى 10% بحلول عام 2023. وإضافة إلى ذلك، يتجه العالم بوتيرة سريعة نحو إدخال الذكاء الاصطناعي في المزيد من الأعمال والأنشطة السياحية، ومن ذلك على سبيل المثال معرض إكسبو العالمي 2030. وفي هذه المراحل المبكرة من التطور، هناك دور محتمل يمكن أن تضطلع به المنطقة لتكون لاعباً رائداً على الصعيد العالمي في هذا المجال. ولا تزال هناك مجالات غير مكتشفة في قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتي يمكن أن تخلق فرصاً وتحالفات مستقبلية أكبر.

كيف ترون التوسع في اعتماد الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات المؤسسات والشركات؟ وما سبل تقديم خدماتها في الشرق الأوسط؟

الذكاء الاصطناعي وتطوره المتنامي ليس بالظاهرة الجديدة. فقد ظل قطاع التكنولوجيا يطور أنظمة وتقنيات جديدة لسنوات طويلة، غير أن تلك الأنظمة والتقنيات لم تتوفر في السوق أمام المستخدمين النهائيين إلا في السنوات الأخيرة. ويشير استطلاعنا الذي يحمل عنوان التأثيرالمحتمل للذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط إلى أن الذكاء الاصطناعي سيكون واحداً من أكبر عوامل التغيير في الاقتصاد العالمي. وسيساهم الذكاء الاصطناعي بما يصل إلى 15.7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030 [المملكة العربية السعودية: ستبلغ مساهمة الذكاء الاصطناعي نحو 135.2 مليار دولار أمريكي في عام 2030 (12.4% من الناتج المحلي الإجمالي)]. وتجدر الإشارة إلى أن 52% من الرؤساء التنفيذيين في منطقة الشرق الأوسط لديهم خططاً للاستثمار بمعدل من رقمين في التحول الرقمي خلال السنوات الثلاث المقبلة. ويوضح استطلاعنا أن قادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط يدركون أهمية تحسين المهارات الرقمية لدى الموظفين وكذلك الاستثمار في أحدث التقنيات، وهو ما دفع 46% من الرؤساء التنفيذيين إلى التخطيط للاستثمار بمعدل من رقمين في مبادرات تطوير القيادات والكوادر خلال السنوات الثلاث المقبلة.

Contact us

Riyadh Al Najjar

Riyadh Al Najjar

PwC Middle East Chairman of the Board & Saudi Country Senior Partner, PwC Middle East

Follow us