لقد أحدث برنامج التحول الوطني في المملكة العربية السعودية، المستوحى من رؤية السعودية 2030، تغييراتٍ جوهريةً في القطاع العقاري في البلاد. تهدف سياسات الحكومة المستقبلية ومبادراتها القوية المتمثّلة في تلبية الاحتياجات السَّكنية في البلاد إلى تحسين جودة الحياة للمواطنين السعوديين وتوفير فرص أفضل للحصول على المنازل وتوفير فرصٍ استثمارية لأصحاب المصلحة.
تحقيقاً لهذه الغاية، خَطتْ وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان خطوات جديرة بالثناء نحو جهودها لجعل السكن في متناول الجميع. ولقد طرحت العديد من المنتجات والمبادرات، مثل الوحدات الجاهزة للسوق التي يقدمها مطورو العقارات أو الملاك الأفراد، والوصول إلى المؤسسات المالية لدعم الإسكان، ووضع إطار قانوني لبرامج الإسكان. بالنسبة لأولئك الذين يفضلون بناءَ منازِلهم الخاصة، فإن البناء الذاتي للوحدات مطروحٌ على الطاولة أيضاً. كما يمكن للمواطنين الحصول على الدعم من المقاولين ولقد بات توفُّر الأراضي أمراً يسيراً في جميع مناطق المملكة. ولقد انتفع قطاع الإسكان انتفاعاً كبيراً من هذا النظام البيئي متعدد الأبعاد الذي وطّد أُسس النجاح في قطاع الإسكان.
شَهدَ النصف الأول من سنة 2023 زيادةً جوهرية في مشاريع المبيعات على الخارطة في المملكة العربية السعودية، بنموٍ نسبته 52 بالمائة، مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية. وفقًا لـ "وافي"، لجنة البيع والتأجير على الخارطة في المملكة العربية السعودية في وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، فقد حصل 47 مشروعًا للبيع على الخارطة على تراخيص في النصف الأول من سنة 2023.
لم يَغدُ امتلاك منزلٍ الآن حلماً بعيد المنال عن جيلٍ جديدٍ من السعوديين. فكما كان في وقت سابق، وبسبب نقص العرض في المدن الكبرى مثل الرياض وجدة، كانت أسعار العقارات قديماً تُقارِع بعضها في الارتفاع، الأمر الذي جعل ملكية المنازل بعيدة عن متناول الكثيرين.
ولكن الآن، ومع تحوّل البلاد، من المتوقع أن تؤدي المشاريع الكبرى مثل مشروع نيوم، إلى توفير طلبٍ على 300,000 منزل جديد تستوعب 9 ملايين نسمة من قاطني المملكة. حتى أن المدن الفرعية مثل أوكساچون وسندالة وتروجينا وذا لاين، إلى جانب مشاريع من الشركة الوطنية للإسكان، تساهم مجتمعةً في تطوير أكثر من 140,000 وحدة سكنية في جميع أنحاء المملكة. وبموجب برنامج الإسكان الحكومي، سترتفع نسبة الملكية السكنية إلى 70% بحلول سنة 2030، مع توفير إسكانٍ عالي الجودة وبأسعارٍ معقولة للعائلات السعودية لتعزيز التحول الحضري.
تُسلّط الورقة الضوءَ على التحدياتِ والفرصِ التي تواجه قطاع المشاريع على الخارطة، وتبحث في الفرص الاستثمارية الجاذبة المطروحةِ للمساهمة في تحقيق أهداف ملكية المنازل في المملكة المنصوص عليها في رؤية 2030.
يمكن أن يساعد تعزيز المبيعات على الخارطة في سوق العقارات في المملكة العربية السعودية على تحقيق أهداف رؤية 2030 من خلال تعزيز كفاءة السوق وجذب المزيد من المطورين المحليين و الإقليميين والعالميين.
شهد المطورون الذين استخدموا نموذج البيع على الخارطة للترويج للمجتمعات السكنية نموًا هائلاً، ووصولاً أفضل إلى أسواق رأس المال، وحقوق ملكية أقوى للعلامة التجارية. كما سيستفيد المشترون الذين يبتاعون وحدات على الخارطة من المطورين ذوي العلامات التجارية القوية من المكاسب الرأسمالية.
ولذلك، فإننا نوصي بشدة بأن يفكر المطورون المحليون والعالميون بجدية في نموذج البيع على الخارطة - فهو قطاع يُبشّر بالخير ويَعِدُ بزيادة ملحوظة في الاهتمام من الأشخاص المقبلين على شراء المنازل في المستقبل.
للتخفيف من تحديات البيع على الخارطة، يجب على المطورين تطوير استراتيجيات تسويق ومبيعات قوية ومبتكرة، وتحديد نقاط بيع فريدة، والاستثمار في بناء خدمة عملاء قوية وخدمات ما بعد البيع، وبناء قدرات إدارة المرافق لتوطيدِ علاقات طويلة الأمد مع عملائهم. ستسمح هذه الخطوات للمطورين في المملكة العربية السعودية بالاستفادة من الفرص الهائلة الموجودة في قطاع المبيعات على الخارطة.
Imad Shahrouri
Housing and Real Estate Cluster Lead Partner - Consulting, Riyadh, PwC Middle East
Nader Moghazy
Housing and Real Estate Partner - Consulting, PwC Middle East
Saeed Awad
Housing and Real Estate Partner - Consulting, PwC Middle East
Firas Hassan
Housing and Real Estate Partner - Consulting, PwC Middle East