10 ديسمبر 2024؛ دبي، الإمارات العربية المتحدة - يسلّط تقرير تكنولوجيا المناخ للعام 2024 الصادر عن بي دبليو سي الشرق الأوسط الضوء على الديناميكيات المتغيرة للاستثمارات في تكنولوجيا المناخ في الشرق الأوسط. وعلى امتداد العام المنصرم، تدفق 3.6 مليارات دولار أمريكي من مستثمري الشرق الأوسط للاستثمار في تكنولوجيا المناخ العالمية، وسجلت بذلك تراجعًا بنسبة 28% مقارنة بالعام 2023. كما شهدت الاستثمارات في مشاريع تكنولوجيا المناخ المحلية هبوطًا حادًا بنسبة 41% وبلغت 114 مليون دولار أمريكي مقارنة بالعام الذي سبق حيث وصلت إلى 193 مليون دولار أمريكي. وعلى الرغم من هذا التراجع، إلا أن بعض القطاعات الرئيسية على سبيل التنقل الكهربائي وتقنيات التنقل الذاتي القائمة على الذكاء الاصطناعي تظهر نموًا واعدًا، وتشير إلى الإمكانات التحولية في المنطقة التي تخوّلها تحقيق التقدّم على صعيد الابتكار المناخي.
ما زال التنقل مجال تركيز محورياً يشكّل 84% من إجمالي الاستثمارات العالمية في المنطقة. وتساهم الاستثمارات الاستراتيجية في تقنيات المركبات الكهربائية في تسريع وتيرة نقل الملكية الفكرية، والخبرات التقنية، والوظائف ذات المهارات العالية إلى المنطقة، وهي مكوّنات أساسية لبناء منظومة مركبات كهربائية متينة ومرنة. ويشير هذا التركيز إلى استراتيجية المنطقة في اعتماد التكنولوجيات العالمية المثبتة لتعزيز القدرات والمهارات التقنية المحلية في قطاع المركبات الكهربائية، الأمر الذي يشكّل أساسًا لتحقيق مستقبل مستدام.
وبحسب تقرير آفاق التنقل الكهربائي 2024 - إصدار المملكة العربية السعودية، الصادر عن بي دبليو سي الشرق الأوسط ، سيتمّ استثمار 39 مليار دولار أمريكي في المملكة بدءاً من الآن وحتى العام 2030 لإنشاء قطاع محلي لتصنيع المركبات الكهربائية، بما يتواءم مع أهداف المملكة الطموحة لتحقيق الانبعاثات الكربونية الصفرية والتنويع الاقتصادي. من جهتها، تتخذ الإمارات العربية المتحدة خطوات استباقية لتحقيق مستهدف السياسة الوطنية للمركبات الكهربائية، حيث من المتوقع أن يصل الطلب على البنية التحتية للشحن العام إلى 45 ألف نقطة شحن بحلول العام 2035، وذلك وفق تقرير آفاق التنقل الكهربائي 2024 - إصدار الإمارات العربية المتحدة، الصادر عن بي دبليو سي الشرق الأوسط. تعكس هذه المعطيات استراتيجية إقليمية ليس فقط لاعتماد تكنولوجيا المركبات الكهربائية بل لإنشاء البنية التحتية اللازمة لاستدامة نموها أيضًا.
تتضمن المبادرات الرئيسية خططًا لإنشاء مركز بحوث وتطوير حديث في أبوظبي يُعنى بتطوير تقنيات القيادة الذاتية والذكاء الاصطناعي، في حين تعمل المملكة العربية السعودية بشكل فاعل لتكون مركزًا لإنتاج المركبات الكهربائية. تعكس هذه الاستثمارات التزام المنطقة بتعزيز المنظومات المحلية، وتوفير فرص توظيف تتطلب مهارات عالية، وتحويل قطاع النقل ليتواءم مع أهداف الانبعاثات الكربونية الصفرية. تساهم هذه الجهود المتضافرة في رسم معالم جديدة في مجال التنقل وفي تعزيز الابتكار في كل أنحاء الشرق الأوسط.
من هذا المنطلق، تشكّل تكنولوجيا المناخ القائمة على الذكاء الاصطناعي مجالًا آخر لتحقيق النمو، حيث بلغت قيمة استثمارات منطقة الشرق الأوسط حول العالم 2.4 مليار دولار أمريكي في العام 2024، وهو رقم أكثر بمرتين ونصف من قيمة الاستثمارات في العام 2023. وقد نالت المركبات من دون سائق الحصة الأكبر من هذه الاستثمارات، حيث احتلت 96% من قيمة الاستثمارات الإجمالية، ما يعكس طموح المنطقة إلى إعادة رسم ملامح مستقبل التنقل. وقد استقطبت شركات تكنولوجيا المناخ المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط 47.3 مليون دولار أمريكي في استثماراتها حول العالم في العام 2024، وهي زيادة ملحوظة مقارنة بالعام 2023 حيث بلغت هذه القيمة 5.4 ملايين دولار أمريكي.
يشير تحليل بي دبليو سي لبيانات بيتشبوك للعام 2024 إلى المشاركة الفعالة لصناديق الاستثمار السيادية في الشرق الأوسط في المشهد العالمي لتكنولوجيا المناخ. وعلى الرغم من انخفاض عدد المستثمرين من الشرق الأوسط من 98 إلى 47 في العام الماضي، إلا أن استثماراتهم العالمية مجتمعة بلغت 3.55 مليارات دولار في العام 2024. وشملت معظم هذه الصفقات مبتكرين متمركزين في الولايات المتحدة (21 صفقة)، يليها شركات لتكنولوجيا المناخ تقع في الإمارات العربية المتحدة (15 صفقة)، ما يشير إلى الدور المحوري الذي لا تزال تضطلع به صناديق الاستثمار السيادية في الشرق الأوسط في دفع عجلة الابتكار على مستوى تكنولوجيا المناخ العالمية.
ومع ذلك، مازالت بعض القطاعات التي تشهد انبعاثات عالية للكربون تعاني من فجوات في التمويل مثل الطاقة، والتصنيع، والزراعة، حيث تعاني هذه القطاعات من نقص في التمويل على الرغم من إمكاناتها في مجال إزالة الكربون. فعلى سبيل المثال، انخفض التمويل في تكنولوجيا المناخ المرتبطة بالطاقة في المنطقة ليبلغ 13 مليون دولار أمريكي مقارنة بالعام 2023 حيث بلغ 22 مليون دولار أمريكي. إن معالجة هذه الفجوات من خلال الاستثمارات المستهدفة في تنمية المواهب، وتعزيز البنية التحتية، والابتكار المحلي أمر أساسي لتحقيق تقدّم بارز.
وفي هذا الصدد، علّق الدكتور يحيى عنوتي، قائد قسم الاستدامة في بي دبليو سي الشرق الأوسط قائلًا: "إن معالجة فجوات التمويل في القطاعات الهامة مثل الطاقة ونظم الغذاء أمر في غاية الأهمية من أجل تسريع رحلة المنطقة نحو إزالة الكربون. ونحن ملتزمون في بي دبليو سي الشرق الأوسط بدعم الحكومات، والأعمال، والجامعات، والمستثمرين في مواءمة استراتيجياتهم مع أهداف الانبعاثات الكربونية الصفرية. ومن خلال تعزيز الابتكار، وتحسين التكنولوجيات المبتكرة محلياً، والاستفادة من الحلول التحولية، على سبيل الذكاء الاصطناعي والتنقل الكهربائي، يمكننا استكشاف فرص جديدة لتحقيق نمو مستدام. معًا، علينا تحفيز رأس المال والدفع إلى تحريكه بشكل فعّال من أجل تحقيق أثر مناخي حقيقي على الصعيدين المحلي والعالمي".
وعلى الرغم من صعوبة بيئة الاستثمار، إلا أن تركيز المنطقة الاستراتيجي على التنقل والذكاء الاصطناعي يعكس نضجًا متناميًا في تحديد الفرص التي تحقق أثرًا كبيراً والسعي إلى اغتنامها. ومع ذلك، يبقى سدّ فجوات التمويل في القطاعات المعنية وتعزيز الابتكار محليًا مسألة أساسية لإحراز تقدم على مستوى تحقيق أهداف الانبعاثات الكربونية الصفرية وضمان الاستدامة على المدى الطويل.
هدفنا في بي دبليو سي هو تعزيز الثقة في المجتمع وحل المشاكل الهامة. بي دبليو سي هي شبكة شركات متواجدة في 149 بلداً ويعمل لديها أكثر من 370,000 موظف ملتزمين بتوفير أعلى معايير الجودة في خدمات التدقيق والاستشارات والضرائب. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة موقعنا الالكتروني www.pwc.com.
تأسست بي دبليو سي في الشرق الأوسط منذ أكثر من 40 عاماً ولديها 30 مكتباً في 12 دولة، حيث يعمل بها حوالي (12,000) موظف. (www.pwc.com/me).
بي دبليو سي تشير إلى شبكة بي دبليو سي و/ أو واحدة أو أكثر من الشركات الأعضاء فيها، كل واحدة منها هي كيان قانوني مستقل. للمزيد من المعلومات يرجى زيارة موقعنا الالكتروني www.pwc.com/structure.
© 2024 بي دبليو سي. جميع الحقوق محفوظة