ظهر اول مرة في العربية
قال شريك في "استراتيجي آند" بقطاع الحوكمة والممارسات من شبكة بي دبليو سي، سامر الشيخاني، إن المنطقة تواجه تحديات أساسية تتعلق بالتصحر وتدهور الأراضي والجفاف وهي ليست تحديات في منطقة الخليج فقط ولكنها عالمية.
وتابع في مقابلة مع "العربية Business" أن الأرض تشهد خسارة 100 مليون هكتار من المساحات الخصبة والطبيعية سنويًا أي ما يعادل مساحة المملكة العربية السعودية كل سنتين، مشيرًا إلى تصور بأن الأراضي في منطقة الخليج أراض صحراوية غير منتجة لذا غير مهمة وبينما الواقع هو أن هذه الأراضي فيها غابات جبلية وغابات "مانغروف"، ومساحات شاسعة من المراعي، وهي تلعب دورا أساسيا في الأمن الغذائي ودعم قطاعات متعددة منها تربية الماشية.
وأشار إلى أن مواجهة تحديات التصحر تتم أولا وبشكل أساسي برفع الوعي بالأراضي وبأهميتها وضرورة معالجة تحدياتها والقيام بخطوات تخفف التهديدات البيئية، وأهمها هو خطر الرعي الجائر والانتقال من نظام الرعي الحالي إلى أسلوب مستدام في الرعي ومتابعة الأراضي واستفادة من الوسائل الحديثة والتقنيات المتجددة وزيادة معالجة الأراضي، ومن ثم يجب الإشارة إلى مبادرات مثل مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي تعنى بشكل خاص بتأهيل الأراضي.
وأكد أهمية استعمال التقنيات في معالجة تحديات الأراضي، وتنفيذ بمشاريع لذلك يجب استخدام تقنيات لأنها تساعد في مراقبة عناصر الطبيعة ومتغيرات الأراضي بشكل دقيق.
"تقنيات مثل الاستشعار عن بعد ومعالجة صور الأقمار الصناعية تمكن من معرفة الأماكن الأكثر عرضة للخطر، وتوجيه المعالجة ناحية تأهيل الأراضي، كما أن تقنيات مثل "الدرونز" أو الطائرات المسيرة وهذه التقنيات تسمح بنثر بذور على مناطق شاسعة جدًا وبعيدة وفي نفس الوقت تؤمن تكلفة متدنية لمعالجة الأراضي"، وفق الشيخاني.
وأشار إلى أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بالتوازي مع التقنيات الأخرى التي تزيد من فعاليتها من حيث قدرتها على تحليل بيانات واسعة وإعطاء توصيات سريعة وفورية.
وقال إن المنطقة يمكنها تأمين تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية ومعالجة القضايا البيئية مثل ندرة المياه والتدهور الحاصل اليوم في الأراضي، وأيضا تحقيق التكامل بين التنمية الاقتصادية والاستدامة فالاقتصاد الأخضر اليوم هو المتجدد يمكنه أن يزيد من اقتصاد من المنطقة بنحو 3 تريليونات دولار ويخلق وظائف مليون وظيفة بحلول عام 2030.
وتنتج منطقة الشرق الأوسط اليوم طاقة نظيفة بأقل تكلفة عالمية وبالتالي لديها القدرة أن تنتج وتصدر منتجات تحقق الحياد الصفري ولديها القدرة على استقطاب مراكز البيانات في ظل الطلب الكبير على الطاقة اللازمة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وفق الشيخاني.
وأوضح أن تأهيل الأراضي واستعادتها يخلق فرصا اقتصادية كبيرة، منها فرص لها علاقة بالسياحة البيئية وبالتالي النظرة اليوم ليست فقط توازنا بين التنمية الاقتصادية والاستدامة وإنما هي علاقة تكاملية.