تكثّف دولة قطر يومًا بعد يوم، الجهود التي تبذلها في ما يتعلّق بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية. وقد أدى التقدّم المستمرّ لأجندة هذه المعايير في قطر في السنوات الأخيرة إلى تحفيز وضع إطار قانوني يدعم هذه التطوّرات. ونستعرض في ما يلي رحلة دولة قطر في المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية، والتطوّرات التنظيمية التي توجّه هذه الجهود والطموحات.
تمت صياغة مصطلح "المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية" في العام 2004، عندما أصدر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان تكليفًا بإعداد تقرير ينظر في طرق لدمج القيم البيئية، والاجتماعية، وقيم الحوكمة في أسواق رأس المال الدولية. وقد أظهر التقرير الذي تمّ نشره في العام 2005 تحت عنوان "من يهتم يفوز" / "Who Cares Wins" بشكل واضح أن المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية لا تسهم في إعداد مجتمع أفضل وحسب، إنمّا أيضًا في ضمان "أسواق أكثر استقرارًا وقابلية للتوقّع، ما يصبّ في مصلحة جميع الجهات الفاعلة في السوق." وأصبحت معايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في يومنا هذا أولوية رئيسية على المستوى العالمي، والإقليمي، والمحلي في دولة قطر.
تمّ إطلاق رؤية قطر الوطنية 2030 [1] في أكتوبر من العام 2008، أيّ قبل عامين من فوزها باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، الفعالية الأبرز على مدى العقد الماضي.
وتهدف الرؤية الوطنية إلى تحويل قطر بحلول عام 2030 إلى "دولة متقدّمة"، وذلك من خلال أربع ركائز رئيسية وهي:
وقد تمّ إطلاق رؤية قطر الوطنية 2030 قبل أن يصبح مصطلح "المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية" متغلغلًا في الخطاب العام، ومع ذلك فهي تعكس القيم نفسها: حماية البيئة، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وضمان حوكمة المؤسسات والممارسات التجارية المسؤولة.
إن التزام دولة قطر بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية غير مقتصر برؤيتها الوطنية، بل إنه ينعكس في مجموعة واسعة من التشريعات، بما فيها:
يظهر التزام دولة قطر بتنمية المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية جليًّا في إنجازاتها الأخيرة وخططها المستقبلية. وتتمتع المؤسسات في قطر بفرصة المساهمة في هذه الجهود عبر الاستناد إلى الأنظمة والتشريعات الصادرة مؤخرًا عن الوزارات والهيئات الحكومية المتعددة التي أوردناها في هذه المقالة.
ومع اختتام فعالية كأس العالم لكرة القدم ومستهدفات رؤية قطر الوطنية 2030 في الأفق، من الطبيعي توقّع مواصلة قطر تطوير إطار المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية، لتكون دولة رائدة في هذا المجال في المنطقة.