تقرير الشرق الأوسط لعام 2023

التحوّل من المرحلة التأسيسية إلى مرحلة التوسّع في مجال المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية

Moving from start-up to scale-up on ESG
  • 2023-07-05
تستجيب المؤسسات في الشرق الأوسط بشكل متزايد للمتطلبات الجديدة المتمثلة بالفكر المتجدد والإجراءات الأكثر صرامة بشأن المسائل المتعلقة بالمناخ. وتُظهر هذه المؤسسات شفافية أكبر حول كيفية تأثير عملياتها التشغيلية في البيئة، من خلال تقديمها عدداً أكبر من التقارير العامة. كذلك، تعمل على تعديل أساليبها بهدف وضع نهج عمل أكثر انتظاماً لإدارة هذه الجهود، ويشمل ذلك إضافة أدوار تنفيذية عليا ذات مسؤوليات محددة تتمحور حول الاستدامة.

اثنان من بين كل خمسة

مشاركين في الاستطلاع يأملون أن يفضي مؤتمر الأطراف الثامن والعشرون إلى تحسين البنية التحتية المرتبطة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية وتوفير حوافز لتعزيز النموّ المراعي للبيئة

46%

من المؤسسات تقوم بتمويل أنشطتها المرتبطة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية ذاتياً بدلاً من استكشاف فرص التمويل الأخضر الأكثر ابتكاراً

ثلثا

المشاركين في الاستطلاع يرغبون في أن يخصص الرؤساء التنفيذيون ومجالس الإدارة المزيد من الوقت لمعالجة المسائل المرتبطة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية

73%

من المشاركين في الاستطلاع تعهدوا الالتزام بتحقيق الحياد الكربوني أو يسعون لذلك

64%

من المؤسسات المشاركة في الاستطلاع تبنّت استراتيجية رسمية للمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية، كما أن عدد المؤسسات التي لا تمتلك استراتيجية ذات صلة انخفض في الأشهر الاثني عشر الأخيرة

مقدّمة

تستجيب المؤسسات في الشرق الأوسط بشكل متزايد للمتطلبات الجديدة المتمثلة بالفكر المتجدد والإجراءات الأكثر صرامة بشأن المسائل المتعلقة بالمناخ. وتُظهر هذه المؤسسات شفافية أكبر حول كيفية تأثير عملياتها التشغيلية في البيئة، من خلال تقديمها عدداً أكبر من التقارير العامة. كذلك، تعمل على تعديل أساليبها بهدف وضع نهج عمل أكثر انتظاماً لإدارة هذه الجهود، ويشمل ذلك إضافة أدوار تنفيذية عليا ذات مسؤوليات محددة تتمحور حول الاستدامة.

ويُعتبر ذلك جزءاً من النتائج الرئيسية التي توصّل إليها تقرير بي دبليو سي لعام 2023 بشأن قضايا المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في الشرق الأوسط - بنسخته الثانية. وتتمحور النتائج الرئيسية هذا العام حول ركيزة "المعايير البيئية" على وجه التحديد. وتسلّط هذه النتائج الضوء على التقدّم المستمر الذي تحرزه المؤسسات للتأكد من أن استراتيجياتها وعملياتها التشغيلية وإجراءاتها أكثر استدامة، وتشير إلى الخطوات التي يتعيّن عليها استكمالها لبلوغ وجهتها المنشودة.

وتتمحور النتائج الرئيسية لتقرير بي دبليو سي لعام 2023 بشأن قضايا المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في الشرق الأوسط حول ركيزة "المعايير البيئية" على وجه التحديد، وذلك في إطار النسخة الثانية من هذه البحوث السنوية. وتسلّط هذه النتائج الضوء على التقدّم المستمر الذي تحرزه المؤسسات للتأكد من أن استراتيجياتها وعملياتها التشغيلية وإجراءاتها أكثر استدامة، وتشير إلى الخطوات التي يتعيّن عليها استكمالها لبلوغ وجهتها المنشودة.

ولا شكّ في أن الوعي المتزايد بمخاطر المناخ على الأعمال، إلى جانب الأنظمة الجديدة، دفع أكثر من ست مؤسسات من بين كل عشرة متواجدة في المنطقة إلى تضمين المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في استراتيجياتها، علماً أن التركيز يتحوّل اليوم أكثر فأكثر إلى التنفيذ.

وفي هذا السياق، نشهد تحوّلاً في نظرة قيادات القطاعين العام والخاص إلى أهمية المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية، فعدد المؤسسات التي تعيّن مورداً مخصصاً على المستوى التنفيذي ليكون مسؤولاً عن هذه الأجندة يزداد أكثر من أيّ وقت مضى.

وفي الوقت الراهن، بات ثلث المؤسسات يوظّف مسؤولاً تنفيذياً لشؤون الاستدامة. ومع ذلك، يشير المشاركون في الاستطلاع إلى فجوات كبرى ما زالت قائمة، لا سيما على مستوى المهارات والتمويل.

إنّه لأمر مشجّع أن نرى المؤسسات في الشرق الأوسط تتحوّل من المرحلة التأسيسية في مجال المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية إلى مرحلة "توسّع" جديدة أعمق وأكثر ثراءً. وبهدف مساعدتها على بلوغ مستويات جديدة من الطموح - ويشمل ذلك إجراء تغييرات ملموسة في العمليات التشغيلية والاستفادة من عدد أكبر من فرص التمويل الأخضر - يشير المشاركون في الاستطلاع إلى أنّهم يعتمدون على قادة مؤسساتهم لزيادة تركيزهم على المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية. بالإضافة إلى ذلك، يريدون من الحكومات في المنطقة أن تكثّف جهودها وتضع أطر سياسات مماثلة لتلك التي تمّ إطلاقها في دول أخرى مثل قانون الحدّ من التضخم في الولايات المتحدة، والصفقة الجديدة المراعية للبيئة التي وضعتها أوروبا، وخطة سنغافورة الخضراء لعام 2030.

باختصار، يُعتبر تقرير بي دبليو سي لهذا العام حول المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في الشرق الأوسط أداةً لتتبّع التقدّم المحرز على مستوى نموّ الاستدامة في المنطقة. وقبيل انعقاد مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، تؤدي المؤسسات دورها في تنفيذ الإجراءات المتعلقة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية، وتشير إلى ضرورة الدعم العملي لتتمكن من المضي قدماً بسرعة أكبر. وفي حال اتخاذ الحكومات الخطوات المناسبة، قد يكون العام 2023 الأكثر تحوّلاً بيئياً في المنطقة حتى الآن.

الدكتور يحيى عنوتي
الشريك المسؤول عن قطاع المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في بي دبليو سي الشرق الأوسط
الشريك المسؤول عن قطاع الطاقة والمرافق العامة والموارد في استراتيجي&

Playback of this video is not currently available

2:27

المحاور الرئيسية

  • 1

    التحوّل الجذري في التقدّم المحرز على مستوى المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية

    تبنّت 64% من المؤسسات استراتيجية رسمية للمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في السنة الأخيرة، في حين قام العديد منها بإدراجها ضمن أولوياته.

  • 2

    مضي المؤسسات قدماً واتخاذها إجراءات عملية بشأن المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية

    يرى أكثر من 60% من المشاركين في الاستطلاع أن على القيادات المؤسسية العليا تخصيص مزيد من الوقت لمعالجة المسائل المتعلقة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية، مع اعتبار الاقتصاد الدائري أولوية قصوى.

  • 3

    تفعيل مهارات الاستدامة واعتماد التمويل الأخضر لتحقيق الطموحات المناخية

    تحصل 13% فقط من المؤسسات على تمويل مستدام والتحديات ما زالت قائمة في ظل استمرار فجوة المهارات المراعية للبيئة.

  • 4

    دعوة مؤسسات الشرق الأوسط إلى عقد اتفاق جديد مراعٍ للبيئة قبل انعقاد مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين

    إنّ الرسالة الموجّهة إلى الحكومات لاتخاذ إجراءات جدية بشأن المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية واضحة وصريحة. فأكثر من ثلث المؤسسات التي شاركت في الاستطلاع تأمل أن يفضي مؤتمر الأطراف الثامن والعشرون إلى تشريعات أكثر صرامة في مجال المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية وإلى حوافز متينة لتعزيز النموّ المراعي للبيئة.

المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في الشرق الأوسط: الرحلة حتى الآن

Global

December 2015: COP21, signing of the Paris Agreement

2016: Solar electricity and wind power become economically competitive with fossil fuels in some regions

August 2021: IPCC 6th Assessment Report

November 2021: COP26, Glasgow, prompts national commitments to net-zero emissions

November 2022: COP27, Sharm El Sheikh, first of two COP conferences in the Middle East

November 2023: COP28, Dubai, second COP conference in the Middle East

عالمياً - ديسمبر 2015: مؤتمر الأطراف الحادي والعشرون، توقيع اتفاقية باريس

عالمياً - 2016: قدرة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على المنافسة اقتصادياً مع الوقود الأحفوري في بعض المناطق

إقليمياً - ديسمبر 2016: بورصة قطر تصدر توجيهاتها بشأن المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية

إقليمياً - يونيو 2020: بورصة البحرين تصدر دليل إعداد التقارير الخاصة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية

إقليمياً - سبتمبر 2020: مصر أول دولة في الشرق الأوسط تطرح سندات سيادية خضراء بقيمة 500 مليون دولار

إقليمياً - 2021: إطلاق مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر - وهما خطتا عمل مستدامتان وطويلتا المدى لمعالجة مسألة تغيّر المناخ وخفض الانبعاثات وزيادة الطاقة النظيفة في المملكة

إقليمياً - يناير 2021: الإمارات العربية المتحدة تصدر متطلبات غير إلزامية للمؤسسات لإعداد تقارير الاستدامة

عالمياً - أغسطس 2021: إصدار التقرير التقييمي السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ

إقليمياً - أكتوبر 2021: تعهد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين رسمياً بالتزام تحقيق الحياد الكربوني

عالمياً - نوفمبر 2021: مؤتمر الأطراف السادس والعشرون في غلاسكو الذي حثّ على التزامات وطنية بتحقيق الحياد الكربوني

إقليمياً - نوفمبر 2021: شركة تداول السعودية تصدر الدليل الإرشادي للإفصاح عن الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات

إقليمياً - أكتوبر 2022: سلطنة عمان تعلن عن خطة وطنية لتحقيق الحياد الكربوني وعن استراتيجية الهيدروجين الأخضر التي تسعى إلى توفير 70,000 فرصة عمل

إقليمياً - أكتوبر 2022: صندوق الاستثمارات العامة يعلن عن جمع 3 مليار دولار لتمويل الاستثمارات الخضراء

إقليمياً - أكتوبر 2022: أرامكو السعودية تعلن عن صندوق للاستدامة بقيمة 1.5 مليار دولار

عالمياً - نوفمبر 2022: مؤتمر الأطراف السابع والعشرون في شرم الشيخ، وهو أول مؤتمر أطراف من أصل اثنين عُقدا في الشرق الأوسط

إقليمياً - نوفمبر 2022: الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة تعلنان عن شراكة لاستثمار 100 مليار دولار في الطاقة النظيفة

إقليمياً - أكتوبر 2023: أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

عالمياً - نوفمبر 2023: مؤتمر الأطراف الثامن والعشرون في دبي، وهو ثاني مؤتمر أطراف في المنطقة

اكتشف أهم أربع نتائج

1. التحوّل الجذري في التقدّم المحرز على مستوى المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية

أظهرت النسخة الأولى من تقرير بي دبليو سي الشرق الأوسط لعام 2022 بشأن المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية أن تبني هذه المعايير وفهمها في المنطقة ما زال في مرحلة تأسيسية، فقد أشار 18% فقط من المشاركين في الاستطلاع إلى أن مؤسساتهم تمتلك فرقاً ونظماً تتيح تغطية النطاق الكامل للوظائف المرتبطة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية.1

لقد شهدنا هذا العام مؤشرات تقدّم واضح ومحدد، أوّلها اعتبار المسائل المتعلقة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية جزءاً لا يتجزأ من العديد من المؤسسات التي استحدثت أدواراً خاصة لتنفيذ استراتيجيتها ذات الصلة. فأكثر من ربع المؤسسات (27%) تضمّ اليوم منصب المسؤول التنفيذي لشؤون الاستدامة الذي يتحمل المسؤولية الرئيسية بشأن المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في حوالي نصف هذه المؤسسات. ويشير ذلك إلى تحوّل ملحوظ مقارنةً بنتائج العام 2022، حيث أشار حوالي 55% من المشاركين في الاستطلاع إلى أن الرئيس التنفيذي هو الذي يمتلك سلطة كاملة على المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية - إلا أن هذا العدد انخفض هذا العام ليصل إلى 20% فقط مع تولّي المسؤول التنفيذي لشؤون الاستدامة هذه المسؤولية.

وتؤكد هذه الجهود المؤسسية الأكثر تنظيماً على النضج المتزايد للمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في المنطقة: وفي الواقع، أظهرت بحوث أخرى أجرتها استراتيجي& أن 98% من المؤسسات الأعلى تصنيفاً في المجال تمتلك مديراً تنفيذياً مسؤولاً بشكل خاص عن شؤون الاستدامة.2

أما علامة التقدّم الثانية، فهي التزايد المستمر في حصة المؤسسات التي تمتلك استراتيجية رسمية للمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية، فقد وضعت حوالي ثلثي المؤسسات (64%) استراتيجية ذات صلة. من جهة أخرى، انخفض عدد المؤسسات التي لم تتخذ أيّ إجراءات ذات صلة إلى حدّ كبير: ففي حين أن 16% من المشاركين في الاستطلاع العام الماضي أشاروا إلى أن مؤسساتهم لا تمتلك استراتيجية للمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية، انخفض هذا العدد هذا العام ليصل إلى 7% فقط.

ثالثاً، يشير 70% من المشاركين في الاستطلاع اليوم إلى أن مؤسساتهم تصدر تقارير عن المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية، في حين أن الربع يخصص تقارير مستقلة للموضوع (الشكل 1). ويشير 59% منهم إلى أنه يتمّ التدقيق أو التحقق من التقارير بشكل رسمي، في حين أن 25% آخرين يؤكدون أن مؤسساتهم تخطط لتنفيذ هذه الخطوة العام المقبل.

يشير 70% من المشاركين في الاستطلاع إلى أن مؤسساتهم تصدر تقارير عن المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية، في حين أن الربع يخصص تقارير مستقلة للموضوع.

السؤال: هل تعدّ مؤسستكم تقارير عن المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية بأيّ من الطرق التالية؟

الشكل 1

ملاحظة: اختار المشاركون في الاستطلاع أكثر من إجابة واحدة في بعض الأسئلة، وبالتالي قد لا يكون مجموع الأرقام 100%

يسلّط هذا التوجه الضوء على الضغوط التنظيمية المتزايدة المفروضة على المؤسسات لإعداد تقارير عن المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية على مستوى الشرق الأوسط. فعلى سبيل المثال، أصدرت غالبية البورصات والجهات التنظيمية في المنطقة، بما فيها سوق أبو ظبي للأوراق المالية وسوق دبي المالي، توجيهات بشأن إعداد تقارير الاستدامة. وتتماشى هذه النصوص مع المتطلبات الرئيسية لإعداد التقارير التي يتمّ طرحها على المستوى العالمي، بخاصة في الاتحاد الأوروبي، الذي أطلق توجيهات إعداد تقارير استدامة الشركات التي تتطلب من المؤسسات التي تضم أكثر من 500 موظف رفع عدد كبير من التقارير حول قضايا الاستدامة. وفي الولايات المتحدة، اقترحت هيئة الأوراق المالية والبورصات قواعد جديدة - ما زالت قيد المناقشة - من شأنها أن تفرض على المؤسسات العامة إعداد تقارير حول المناخ.3

وتتخذ المؤسسات في الشرق الأوسط الإجراءات اللازمة في ظل تزايد التوجيهات بشأن إعداد تقارير الاستدامة والضغوط التنظيمية: فقد أشار المشاركون في الاستطلاع إلى أن الامتثال للأنظمة يُعتبر العامل الوحيد والأهم لتبني استراتيجيات المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية، تليه الرغبة في المساهمة في الاستراتيجيات الوطنية لإزالة الكربون والمواءمة مع الثقافة والقيم المؤسسية (الشكل 2).

يبقى الامتثال للأنظمة المحرّك الأهم لتبني استراتيجية المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية، أي أن المؤسسات تنشط في هذا المجال كردّ فعل على المتطلبات التنظيمية.

السؤال: أيّ من العوامل التالية تعتبرونها الأهم لتبني أو تطوير استراتيجية للمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية داخل مؤسستكم؟

الشكل 2

exhibit 2

ملاحظة: اختار المشاركون في الاستطلاع أكثر من إجابة واحدة في بعض الأسئلة، وبالتالي قد لا يكون مجموع الأرقام 100%

فاضل عبد الرحمن، نائب الرئيس للاستدامة وتغيّر المناخ، شركة أبو ظبي الوطنية للطاقة (طاقة)

ثمة ضغوط متزايدة من جهة المستثمرين والبنوك لتضمين الاعتبارات المتعلقة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية عند تخصيص رأس المال وصنع القرارات.

يكمن المؤشر الأخير الذي يدلّ على النضج المتزايد للمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في مؤسسات الشرق الأوسط في عدد المجالات ذات الصلة التي تندرج ضمن اختصاص المسؤول عن المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في المؤسسة.

وتشمل السمات الرئيسية التي تدلّ على الممارسات الجيدة للمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية:

  • وضع استراتيجية طموحة أساسها المستهدفات الاقتصادية أو المحددة على مستوى الدولة
  • تضمين المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في العمليات الأساسية واعتماد المعايير الدولية لإعداد التقارير
  • تحديد سجل المخاطر المرتبطة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية والحفاظ عليه
  • التواصل مع أصحاب المصلحة الداخليين والمورّدين والعملاء والجهات الممكّنة للمنظومة
  • توفير معطيات حول تصميم المنتجات والخدمات المرتبطة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية وإمكانية التأثير فيه
  • تعميم الاستراتيجية والإنجازات والتحديات

وتجدر الإشارة إلى أن المشاركين في الاستطلاع هذا العام كانوا أكثر انخراطاً في جميع هذه المجالات الستة، لا سيما الاستراتيجية (الشكل 3). فحوالي الثلث أشاروا إلى أن هذه المجالات الستة بأكملها تندرج ضمن اختصاص المسؤول عن المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في المؤسسة، مقارنةً بنسبة 18% العام الماضي.

شهدت حصة الأنشطة المتعلقة بإعداد تقارير المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية وإدارة المخاطر ذات الصلة الازدياد الأكبر منذ العام الماضي، من بين الأنشطة التي تندرج ضمن اختصاص المسؤول المعني.

السؤال: أيّ من الأنشطة التالية تندرج ضمن اختصاص المسؤول عن المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في مؤسستكم؟

الشكل 3

ملاحظة: اختار المشاركون في الاستطلاع أكثر من إجابة واحدة في بعض الأسئلة، وبالتالي قد لا يكون مجموع الأرقام 100%

توضّح نتائج الاستطلاع السادس والعشرين لانطباعات الرؤساء التنفيذيين في منطقة الشرق الأوسط الذي تمّ نشره خلال شهر يناير 2023 ما تعنيه هذه المحاور الواسعة على أرض الواقع. وقد بيّن هذا الاستطلاع أن نصف الرؤساء التنفيذيين في المنطقة اتخذوا أو يعتزمون اتخاذ إجراءات فعالة للتخفيف من مخاطر تغيّر المناخ، سواء عبر استحداث منتجات وعمليات جديدة مراعية للبيئة أو الحدّ من الانبعاثات.4

فيجاي باينز، المسؤول التنفيذي لشؤون الاستدامة، ورئيس مجموعة المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية، بنك أبو ظبي الأول

يطرح علينا الكثير من عملائنا السؤال التالي: كيف يمكنكم مساعدتنا في رحلتنا نحو التمويل المستدام؟ هذا هو المحرّك الأول. أما المحرّك الثاني، فهو عندما يُطرح علينا سؤال بشأن الإجراءات التي سنتّخذها بصفتنا بنكاً للامتثال لمستهدفات إزالة الكربون المحددة وطنياً.

2. مضي المؤسسات قدماً واتخاذها إجراءات عملية بشأن المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية

يتمحور أحد المؤشرات التي تدلّ على تركيز قوي وعملي على المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في المؤسسات حول أحد الموارد الأكثر أهمية - الوقت. وبحسب النتائج التي توصّلنا إليها، ثمة تصوّر واضح بأنه يتعيّن على الرؤساء التنفيذيين ومجالس الإدارة الاضطلاع بدور بارز أكثر في دفع أجندة المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية داخل المؤسسات - فأكثر من 60% من المشاركين في الاستطلاع يرغبون في أن يخصص المسؤولون التنفيذيون ومجالس الإدارة وقتاً أطول لمعالجة المسائل المرتبطة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية (الشكل 4). وتشير الأدلة أيضاً إلى أنه من المرجح أن يستجيب الرؤساء التنفيذيون في المنطقة لمثل هذه الدعوة: فقد بيّن الاستطلاع السادس والعشرون لانطباعات الرؤساء التنفيذيين أن واحداً من بين كل أربعة رؤساء تنفيذيين في الشرق الأوسط يشعر بأنه معرّض بشدة لتغيّر المناخ خلال السنوات الخمس المقبلة.5

يشير حوالي ثلثي المشاركين في الاستطلاع إلى أنه يتعيّن على الرؤساء التنفيذيين ومجالس الإدارة تخصيص المزيد من الوقت لمعالجة المسائل المرتبطة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية؛ ويرى حوالي الربع أنه يتعيّن على مجالس الإدارة زيادة الوقت المخصص للتركيز على هذه المعايير بشكل كبير.

السؤال: هل ينبغي أن تتغيّر المدة الزمنية التي يخصصها الرئيس التنفيذي/مجلس الإدارة للمسائل المرتبطة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية؟

الشكل 4

ملاحظة: اختار المشاركون في الاستطلاع أكثر من إجابة واحدة في بعض الأسئلة، وبالتالي قد لا يكون مجموع الأرقام 100%

خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة، تخطط المؤسسات لمنح الأولوية لإدارة المخاطر البيئية والامتثال، وإدارة النفايات الدائرية، وتغيّر المناخ.

السؤال: يُرجى تصنيف الأولويات القصوى لمؤسستكم خلال الأشهر الاثني عشر التالية وذلك في ما يتعلق بمجالات المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية التي حددتموها.

الشكل 5

ملاحظة: اختار المشاركون في الاستطلاع أكثر من إجابة واحدة في بعض الأسئلة، وبالتالي قد لا يكون مجموع الأرقام 100%


بالإضافة إلى ذلك، يحدد المشاركون في الاستطلاع عدداً أكبر من الأولويات العملية المتعلقة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية للعام المقبل، في ظل تصنيف المخاوف البيئية على أنها عالية للغاية (الشكل 5).

ويشير نصف المشاركين في الاستطلاع تقريباً إلى أن اتخاذ إجراءات لإدارة المخاطر والامتثال على رأس أولوياتهم. ويأتي التركيز على استراتيجيات إدارة النفايات الدائرية ومعالجة أثر تغيّر المناخ في المرتبتين الثانية والثالثة من قائمة الأولويات. بالإضافة إلى ذلك، تمّ اعتبار التنوع البيولوجي، وجودة الهواء، وندرة المياه من المسائل التي تُعتبر أولوية.

إلى جانب هذه المخاوف المرتبطة بالمناخ، يبرز جانبان رئيسيان من ركيزة "المعايير الاجتماعية" كأولويتين للعام المقبل وهما: التنوّع والمساواة ورفاهية القوى العاملة، وتوطينها وصقل مهاراتها.

رئيس قطاع الاستدامة والتصنيع وتغليف المواد الغذائية

إنّنا نسير كمجتمع بخطى بطيئة، وعلينا أن نكون أكثر استدامة. سلسلة التوريد الدائرية هي أحد الحلول، إلا أنها ليست الحل الوحيد: أعتقد أنه علينا اتخاذ العديد من الإجراءات، والأهم هو وضع الحكومات مستهدفات ومعايير أعلى بكثير ممّا هي عليه اليوم.

3. تفعيل مهارات الاستدامة واعتماد التمويل الأخضر لتحقيق الطموحات المناخية

إن رحلة المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية ليست ثابتة ولا مستقرة بالنسبة إلى عدد متزايد من المؤسسات في الشرق الأوسط. فعلى الرغم من جميع المؤشرات التي تدلّ على النضج المتزايد لهذه المعايير، يسلّط الاستطلاع الضوء على بعض المجالات التي ما زال التقدّم فيها بسيطاً في أحسن الأحوال (الشكل 6).

وإحدى أكبر الفجوات القائمة هي الافتقار إلى المهارات والخبرات الداخلية لتنفيذ المبادرات المرتبطة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية، وهو أمر اعتبره اثنان من بين كل خمسة مشاركين في الاستطلاع عقبة رئيسية تحول دون إحراز أيّ تقدّم إضافي في المجال. وثمة العديد من الأسباب التي يمكنها أن تفسّر هذا النقص في المهارات، ومنها أن المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية ما زالت مجالاً حديثاً لامتلاك خبرة فيه ومحوراً لم تمتلك المؤسسات التعليمية والمهنية الوقت الكافي للتحضير له كما يجب. فعلى سبيل المثال، وفي حين أن هندسة الطاقة هي تخصص أكاديمي واسع الانتشار في المنطقة، لا تُعتبر الدراسات البيئية شائعة. بالإضافة إلى ذلك، من الصعب إيجاد محاسبين أو مديري مخاطر متخصصين في تحقيق الحياد الكربوني - ليس فقط في المنطقة: فعلى المستوى العالمي، يشير ثلاثة من بين كل أربعة متخصصين ماليين إلى أنهم يفتقرون إلى مهارات الاستدامة.6

المدير العام، قطاع الطيران

أحد أبرز التحديات التي نعمل عليها في مجال المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية هو تطوير المهارات والخبرات التي نحتاج إليها داخلياً.

إلى جانب ذلك، يُعتبر التمويل فجوة أخرى كبيرة. فقد اعتبر ثلث المشاركين في الاستطلاع القيود المفروضة على التمويل عقبة مهمة تحول دون تطبيق المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية. وقد يبدو الأمر متناقضاً في منطقة اعتُبرت من بين الأكثر فعالية في جمع التمويل الأخضر. وفي الواقع، يشهد سوق السندات الخضراء والمستدامة في اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي نموّاً سريعاً، مع مشاركة متزايدة من جهة البنوك والجهات الحكومية. فقد ارتفع إجمالي قيمة الصكوك والسندات الخضراء والمستدامة التي تمّ إصدارها في دول مجلس التعاون الخليجي إلى 28.5 مليار دولار أمريكي في العام 2022، بعد أن بلغ 605 مليون دولار فقط في العام 2021 7. ومن بين الجهات الرئيسية التي تصدر هذا النوع من السندات صندوق الاستثمارات العامة، وهو صندوق الثروة السيادية للمملكة، الذي طرح خلال شهر أكتوبر من العام 2022 أول سندات خضراء بقيمة 3 مليار دولار في بورصة لندن. بالإضافة إلى ذلك، نجحت مؤسسات مثل شركة أبوظبي الوطنية للطاقة وشركة مصدر للطاقة النظيفة في إصدار سندات خضراء.8 وفي هذا الإطار، قدّرت دراسة أجرتها شركة استراتيجي& في العام 2020 إمكانية مساهمة الاستثمارات الخضراء في ستة قطاعات في دول مجلس التعاون الخليجي بما يصل إلى 2 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي وتوفيرها أكثر من مليون فرصة عمل بحلول العام 2030.

ومع ذلك، يشير الاستطلاع إلى أن مبادرات التمويل الأخضر هذه لم تترجم بعد إلى فرص تمويل مبتكرة على مستوى الأعمال. فالمشاركون في الاستطلاع أفادوا بأن مؤسساتهم تواصل تمويل مبادراتها الخاصة المرتبطة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية، بدلاً من الاستفادة من الأسواق المتنامية للتمويل الأخضر. وأشار حوالي النصف (46%) منهم إلى أنهم توقعوا التمويل الذاتي للجهود المرتبطة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية، في حين أن 13% فقط توقّعوا الحصول على قروض خضراء من البنوك، على سبيل المثال. وقد يدلّ هذا الواقع على حداثة مفهوم التمويل المستدام في الأسواق عالمياً - فإصدار الديون المستدامة على سبيل المثال لم يكتسب زخماً إلا في السنوات الأربع أو الخمس الماضية. لكنه قد يعكس أيضاً الغياب النسبي للممارسات المالية المتطورة على مستوى المؤسسات الأصغر حجماً، أو الافتقار إلى خيارات التمويل الأخضر حتى الآن، أو عدم إدراك فرص التمويل الأخضر التي تتيحها الحكومات والمؤسسات المالية في المنطقة. وفي الواقع، الإجابة على الأرجح هي كل هذه العوامل.

العقبة الأبرز التي تحول دول إحراز تقدّم على مستوى أجندة المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية هي الافتقار إلى المهارات والخبرات الداخلية، تليها القيود المفروضة على التمويل.

السؤال: أيّ من التحديات التالية تترك الأثر الأكبر في تطوير استراتيجية المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية الخاصة بمؤسستكم؟

الشكل 6

exhibit 6

يوضّح الاستطلاع الذي أجريناه الفجوات الأخرى التي ينبغي سدّها وذلك عندما طُلب من المشاركين تحديد المجالات الوظيفية التي تُعتبر فيها المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية الأكثر والأقل تطبيقاً. ولهذا السؤال، ركّزنا على المؤسسات التي سبق أن اعتمدت استراتيجية رسمية للمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية. وقد تبيّن من الإجابات أن هذه المعايير مطبّقة بالكامل أو قيد التطبيق إلى حدّ كبير على مستوى الأفراد، والعمليات التشغيلية، والهدف العام، والمشتريات، من بين أمور أخرى. ومع ذلك، يشير عدد قليل من المشاركين في الاستطلاع إلى أنه لا يمتلك أيّ خطط لتفعيل المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في بعض المجالات، لا سيما تمويل الاستثمارات والتسويق والهندسة والمشاريع الرأسمالية.

ملاحظة: اختار المشاركون في الاستطلاع أكثر من إجابة واحدة في بعض الأسئلة، وبالتالي قد لا يكون مجموع الأرقام 100%

شرجيل بشير، رئيس مكتب الاستدامة، بنك أبوظبي الأول

لقد سمعت كل أنواع الأعذار: لا نمتلك البيانات، أو الموارد، أو القدرات اللازمة. في الواقع، لن يكون لديكم يوماً ما يكفي من البيانات أو القدرات أو الموارد.... كل ما عليكم فعله هو البدء اليوم!

4. مؤسسات الشرق الأوسط تدعو إلى عقد اتفاق جديد مراعٍ للبيئة قبل انعقاد مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين

تعكس المجموعة الأخيرة من نتائج الاستطلاع الرغبة الشديدة في تطوير أجندة المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في المنطقة: فقادة الأعمال يواصلون دعوة حكوماتهم إلى تكثيف الجهود والعمل بسرعة أكبر لضمان تسارع الزخم قبل انعقاد مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين.

وفي هذا الإطار، طلبنا من المؤسسات تحديد السياسات الحكومية التي ترغب في أن يتمّ إطلاقها قبل انعقاد مؤتمر المناخ الممتد على أسبوعين في وقت لاحق من هذا العام - ما يُظهر كيف يتمّ تضمين المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في العمليات التشغيلية للمؤسسات - وقد تضمنت قائمة الرغبات مجموعة من الإجراءات العملية. فقد ركّزت على الدعوة إلى اعتماد بنية تحتية أفضل تتوافق مع المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية مثل مرافق إعادة تدوير النفايات، وتحويل شبكات الكهرباء لتراعي البيئة، وتعزيز المبادرات الحكومية (أي المبيعات المضمونة) المخصصة لتقنيات المناخ الناشئة. إلا أن القائمة شملت أيضاً بعض التأثيرات المحتملة الأوسع نطاقاً على السياسات: فقد تضمنت دعوة لاعتماد الشهادات والمعايير والبنية التحتية المراعية للبيئة، إلى جانب قانون الاستدامة مع حزم حوافز لتعزيز النموّ المراعي للبيئة (الشكل 7). وفي حال استجاب قادة المنطقة لهذا المطلب الأخير، سيحذون حذو الرئيس الأمريكي بايدن الذي وقّع على قانون خفض التضخم من أجل توفير إعانات كبيرة لتطوير التقنيات المناخية، إلى جانب الجهود الأوروبية المشابهة لتعزيز النموّ المراعي للبيئة وتحفيزه.

تشريعات الاستدامة والمعايير المراعية للبيئة والبنية التحتية الدائرية على رأس أولويات المؤسسات في المنطقة قبل انعقاد مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين.

السؤال: ما هي السياسة/ السياسات الحكومية المرتبطة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية التي ترغبون في الإعلان عنها كنتيجة لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين؟

الشكل 7

exhibit 7

ملاحظة: اختار المشاركون في الاستطلاع أكثر من إجابة واحدة في بعض الأسئلة، وبالتالي قد لا يكون مجموع الأرقام 100%

التطلع إلى المستقبل

سيضمن مؤتمر الأطراف الثامن والعشرون الذي سينعقد في الإمارات العربية المتحدة مواصلة التركيز على الاستدامة البيئية في منطقة الشرق الأوسط تحديداً، على الأقل إلى حين تسليم رئاسة المؤتمر إلى الدولة المضيفة التالية في أواخر العام 2024. إلى جانب ذلك، سيتعيّن على كل من الحكومات والمؤسسات في المنطقة مواصلة رحلاتها في مجال المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية وتسريعها. ولا شكّ في أن تعزيز جهود الاستدامة اللازمة كي تتمكن المنطقة من تحقيق التزاماتها على صعيد الحياد الكربوني سيتطلب المزيد من الإجراءات الحاسمة في عدد من المجالات. وفي ما يلي نوضّح أربع خطوات لاحقة بالغة الأهمية.

ضمان اتساق السياسات

فرضت الحكومات والسلطات الأخرى في المنطقة المزيد من المتطلبات المتعلقة بإعداد تقارير الاستدامة على المؤسسات. وسيتعيّن عليها ضمان مواصلة وضع سياسات تمكينية تسرّع من زخم المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية. ويمكن أن يشمل ذلك:

  • استحداث تدابير أوسع نطاقاً مثل الحوافز لتشجيع نموّ مؤسسات التقنيات الخضراء وتعزيزه.

  • تحسين البنية التحتية في مجالات مثل إدارة النفايات.

  • تضمين مبادئ الاستدامة في جميع القرارات المتعلقة بالسياسات.

تعميم التفكير القائم على المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية على مستوى المؤسسات

يسلّط الاستطلاع الضوء على بعض الأساليب العملية التي بدأت المؤسسات في المنطقة باعتمادها لإجراء تغييرات كبيرة في عملياتها التشغيلية من أجل التكيّف مع المتطلبات الجديدة للمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية. ومن المهم مواصلة الزخم، من خلال:

  • ترسيخ التفكير القائم على المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في المجالات التي ما زالت اليوم أقل تأثراً بالاستدامة، بما فيها التسويق والهندسة.
  • التأكد من أن الاستدامة هي جزء لا يتجزأ من جميع القرارات المتعلقة بالتخطيط والعمليات التشغيلية.
  • تركيز الرؤساء التنفيذيين على الأهداف الاستراتيجية المرتبطة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية بشكل مستمر، على الرغم من تكليفهم موظفين آخرين بجزء من المسؤولية.

التركيز على مهارات الاستدامة

ينبغي أن تعتبر الحكومات والمؤسسات والمنشآت التعليمية في المنطقة معالجة مسألة تنمية المواهب أولوية مستمرة. وبإمكانها:

  • إعادة النظر في المناهج التعليمية في مؤسسات التعليم العالي لإعداد الجيل التالي من الخبراء التقنيين والقادة البيئيين.
  • إعداد تخصصات جديدة تشمل الهندسة البيئية وعلوم الحفظ واستراتيجية الاستدامة وإدارة المشاريع، وتتماشى مع تحديات المناخ السائدة في المنطقة.
  • إعداد مبادرات على مستوى المؤسسات لتوطين القوى العاملة من أصحاب القدرات في مجال المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية.

تعزيز الوضوح بشأن التمويل الأخضر وإمكانية الوصول إليه

يمكن اتخاذ مجموعة من الإجراءات لوضع حدّ للقيود الحالية المفروضة على التمويل:

  • بإمكان البنوك والأسواق المالية والمسؤولين التنفيذيين للشؤون المالية تسريع عملية نشر الأدوات المالية المراعية للبيئة بشكل متزايد في المنطقة.
  • يمكن تحفيز نموّ أسواق الكربون واعتماد أدوات مالية أكثر ابتكاراً، بما فيها السندات المرتبطة بالاستدامة، بهدف تعميم مفهوم التمويل المستدام.
  • بإمكان المؤسسات الأخذ في الاعتبار إمكانية وضع أسعار داخلية للكربون لتسريع تحوّلها إلى التمويل الأخضر.

نبذة عن الاستطلاع

أجرت بي دبليو سي الاستطلاع الثاني المرتبط بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في الشرق الأوسط بين 27 فبراير و14 مارس 2023. وقد جمع هذا الاستطلاع إجابات من قادة الأعمال المعنيين بالأنشطة المرتبطة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في مؤسساتهم، مع العلم أن غالبية المشاركين يعملون في مؤسسات مقرّها منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، وحوالي ثلثي هذه المؤسسات تجمع إيرادات تتجاوز قيمتها 100 مليون دولار. وفي التفاصيل، يعمل العدد الأكبر من المشاركين في الاستطلاع في مؤسسات مقرّها الإمارات العربية المتحدة (45%)، تليها المملكة العربية السعودية (23%) ثم قطر (13%). وقد شارك في الاستطلاع مزيج من المسؤولين التنفيذيين والمديرين التنفيذيين، بنسبة 45% و55% على التوالي. وتعمل المؤسسات المشارِكة في مجموعة من القطاعات، أبرزها الخدمات المالية؛ والمنتجات الصناعية؛ والبيع بالتجزئة والمستهلك؛ والطاقة والمرافق والموارد؛ والتكنولوجيا والإعلام والاتصالات؛ والصحة؛ والخدمات الحكومية والعامة.



Contact us

Dr. Yahya Anouti

Dr. Yahya Anouti

Partner and Sustainability Leader, Strategy& Middle East

Andrew Thurley

Andrew Thurley

Director, Sustainability and Economics, PwC Middle East

Tel: +971 4 304 3100

Aurelien Vincent

Aurelien Vincent

Partner, Strategy&, PwC Middle East

Tel: +971 4 436 3000

Azzah Fawzi

Azzah Fawzi

Partner, Sustainability Reporting Leader, PwC Middle East

Follow us